6-8-2009

الذين نجحوا:


لوني بيسون.. الطريق لجمع الملايين عبر سعادة الآخرين الذين يقولون "آلو"! (3-3)

من أفدح أخطاء أصحاب الأعمال الناشئة، أنهم يتوهمون قدرتهم على فعل كل شيء بأنفسهم، ومهما كان هذا صحيحا، فاليوم مكون من 24 ساعة فقط، هذه الساعات لن تكفي في نهاية الأمر لفعل كل شيء، ولذا شئت أم أبيت، ستجبرك الأعمال على تفويض السلطات إلى الآخرين في فريق عملك، هذه الحقيقة فهمها لوني جيدا.

وعندما وقع خلاف قضائي بينه وبين رجل الأعمال "جون ستابلتون"، أدى لعقد اجتماع، جمع محامي كل منهما، أدرك وقتها أن هذا الصراع لن يؤدي سوى لجعل المحامين أكثر ثراء، على حساب طرفي النزاع، فاقترب جون من لوني وطلب دقائق من وقته، فوافق لوني، واستمع لوجهة نظر جون، وأعجبته طريقة تفكيره، فحلا خلافهما معا، وتحولا صديقين، وبعد سنوات قليلة، عين لوني صديقه جون مديرا لشركة من المتصل.

ما أن باشر "جون" أعماله، حتى وجد أن سير العمليات لا يخضع لنظام أو مراقبة، فعيّن "ستيوارت ديبنا" مديرا للعمليات، فوضع "ستيوارت" نظاما جديدا، كشفت تقاريره أن بعض المبيعات ذات تكاليف تفوق عوائدها، مما ساعد على توجيه اهتمام فريق المبيعات لعملاء الذين يحققون ربحية أكبر، وترك أولئك الذين لا طائل منهم.

بعد ترتيب البيت من الداخل، وبعدما بدأت التدفقات النقدية في الدوران، جاء دور العثور على مدير التسويق!

وقد عثر "جون" على "أليكسي فينري" مديرة تسويق إحدى فرق البيسبول، وحين دخلت الشركة، وجدت أن جل الخطة التسويقية للشركة توزيع منشورات دعائية في صناديق البريد، وإرسال فاكسات لأرقام تليفونات جمعها رجال المبيعات بجهودهم الفردية، وعندما قابلت "أليكسي" "لوني"، سحرتها شخصيته، وأقنعها بمساعدته على دخول المعرض الوطني لوكلاء السيارات الأمريكيين، في الوقت الذي كان المتبقي من الميزانية المخصصة للشركة الناشئة بدأ في النفاد.

جاءت أليكسي بفكرة تسويقية مبتكرة، 10 آلاف كرة زرقاء، تضيء عند الاهتزاز أو الرج، حملت شعار الشركة ورقم اتصال مجاني فريد، يسمح بتتبع الأداء التسويقي لهذه الكرات، اعتمد نموذج العمل على توزيع الكرات بالمجان على العارضين والزوار، حيث وقف رجال المبيعات في جناح الشركة في المعرض، يرمون الكرات أمام المارة، الذين ينبهرون بفكرة الكرات المضيئة، وكان من المعتاد أن يأتي عارض أو وكيل لجناح شركة، ليطلب 4 و5 كرات، له ولأبنائه، وكانت هذه الزيارات كافية لرجال المبيعات لعرض فكرتهم، والحصول على صفقات رابحة.


جاءت النتائج مبهرة، في صورة صفقات بقيمة 400 ألف دولار أمريكي، وتوزيع 10 آلاف كرة وامضة، جعلت الاتصالات الهاتفية لا تتوقف لمدة ستة شهور بعد أيام المعرض، مع تكرار هذه الأفكار النيرة، في المرة الرابعة التي دخلت فيها “من المتصل” ذات المعرض، حققت مبيعات قدرها مليون دولار في أثناء أيام المعرض فقط.

كما استغلت أليكسي مرة أخرى بدء عرض فيلم جيمس بوند الجديد، فاستأجرت أستوديو تصوير الفيلم، وطلبت من الناس الحضور بأزياء تنكرية، وعرضت شعار الشركة على جدار الأستوديو بشكل ساحر، ما جعل الجميع يتحدث عن هذه الحفلات، التي استغلها رجال المبيعات في تحقيق المزيد من الصفقات، وحققت أيما أثر في زيادة المبيعات.

رغم أن هذه الحفلات كانت ضخمة، فإن أليكسي استغلت كل صغيرة وكبيرة بذكاء، بحيث تخفض التكاليف، واعتمدت على المدعوين في إحياء الحفل ونشر الخبر وترك الأثر المرجو في نفوس العملاء المحتملين، مما جعل مردود كل حفلة من الصفقات يغطي مصاريف إقامتها ويفيض.

رءوف شبايك

shabayek@gmail.com

*****************************

نظرة:
عندما تستطيع أن تروض الحصان "بوسفيل".. عندها ستصبح "الإسكندر الأكبر"!

كان الحصان "بوسفيل" مشهورًا بالعصبية، وعدم قدرة أحد على ترويضه، في زمن الإسكندر الأكبر، حتى وصلت سمعته للإسكندر نفسه، فذهب لرؤية أحد رجاله وهو يحاول ركوبه، فانتبه الإسكندر إلى أن الحصان يكون في بادئ الأمر هادئاً؛ ويسمح للراكب بامتطائه، ثم ما إن يتحرك، حتى يهتاج ويبدأ في القفز بشكل لم يره من قبل، فيسقط الراكب، وهو يسبه ويلعنه ويركله!! فأخذ الأسكندر يمعن التفكير، حتى توصل للسر، فالحصان يخاف من ظله، وعندما يخاف؛ يبدأ في القفز، فيقفز ظله معه، فيزداد خوفاً وفزعاً! وهكذا قام الإسكندر برفع رأس الحصان باللجام، كيلا يرى الأرض، ولا يلمح ظله، فهدأ تماما، وصار حصانه المفضل!

هكذا أسوأ ما يمكن أن ترتكبه في حق نفسك: أن تحكم على الأمور من ظاهرها، كما أن التعجل كثيرا ما يعميك عن بعض الأمور الواضحة، فتحكم جزافًا، وهذه كارثة ليس في حق من أمامك فقط، لأنك بذلك تظلمه وتبخسه حقه، لكن في حق نفسك أيضا، لأن ذلك يحرمك أنت الآخر من رؤية الحقيقة، فتبدو لك الأمور بصورة مشوشة!

وبما أن الصورة تكون غير واضحة، فإن قراراتك التي ستتخذها ستكون في منتهى البلبلة؛ لأنها لم تُبن على أي أساس من الصحة، وإنما على التعجل والعصبية، والعكس صحيح، قد يكون هناك شخص أو شيء ما، تبدو أمامك صفاته الخارجية في منتهى الجمال والبهاء، فتتسرع بالحكم عليه من خلال هذه الصورة النورانية، دون أن تتوقف ولو للحظة -كما فعل الإسكندر- لتتأمل ما أمامك بعمق، فتعرف الصواب من الخطأ!

فعند أي معضلة تواجهنا، نجد العصبية والتوتر ينجحان في توجيهنا لاتخاذ أكثر القرارات طيشاً؛ لأننا لا نتأمل، ولا نبحث عن أصل المشكلة، نفس الأمر يتكرر حال خلافنا مع الآخرين، ومواجهتنا لشخص –كالحصان مثلا- وصمه الناس مسبقا بأنه حصان شرير، ولم يترووا قليلا ليدركوا أنه حصان خائف فحسب!

فالأحكام المطلقة، أسوأ أنواع الأحكام التي قد يطلقها المرء على الأمور والأشخاص والمواقف، وقد تكون سبباً في خسارته للكثير؛ لأنه لم يصل للأبعاد كلها، واكتفى بالبُعد الذي يراه أمامه، لم يلتفت يميناً ويساراً بحثا عن مزيد من الرؤية والفهم، الذين نحن في حاجة إليهما، لأننا بشر، وليس من سلطتنا إصدار الأحكام المطلقة بكل هذا اليقين!

والتسرع سهل جداً، وإصدار القرارات دون إلمام بالأمر، لا يوجد أهون منه، أما الأصعب، فهو التأني وإعمال العقل ولو للحظات قليلة، قد لا تكلفك شيئا، لكنها توفر عليك خوض معارك وهمية، قد لا يكون لها أي مبرر سوى فهمك الخاطئ للأمور!

وقد تخسر مادياً ومعنوياً إذا لم تبحث عن السبب الفعلي وراء القشرة التي تبرز لك من الأشخاص والأحداث، كما فعل رجال الإسكندر، في عجزهم عن كشف السبب، لأن أحدا لم يكن يريد أن يراه من الأساس، واكتفوا بأول نتيجة ظهرت لهم، مضافا إليها رأي الآخرين، ثم أصدروا حكما مماثلا: أن الحصان لا يصلح للركوب!


فقط شخص واحد أمهل عقله فرصة للتفكير، فعرف السبب، وعالجه في لحظات بسيطة ..بسيطة نعم ..لكن لحظات مثلها، هي التي جعلته "الإسكندر الأكبر"!

سارة محمد شحاتة

*****************************

آدم وحواء:


ما أعذب الكلمة الطيبة التي تخبرنا كم نحن أقوياء عظماء رائعون.. وما أجمل أن تقول هذا ..الزوجة!

الحياة ميدان كفاح ..خلقها الله للكدح والتعب، وأهاب بعباده أن يتحلوا بالقوة والصمود أمام تحدياتها ومشاقها، مبشرا من أخلص منهم بجنة عرضها السموات والأرض، وحياة هانئة سعيدة لا تعب فيها ولا نَصَب ولا مشقة.


وأمام اختبارات الحياة، كثيرا ما يجد المرء نفسه بحاجة لمن يربت كتفه، ويهون تعبه وألمه، ويضمه على صدره ليمده ببعض الدفء والطمأنينة، وينشر في أوصاله شحنة من التفاؤل والأمل، وما أجمل أن يكون هذا الشخص شريك الحياة ورفيق الأيام، ما أعذب الكلمة الطيبة حينما تخرج من فم النصف الآخر، لتخبرنا كم نحن أقوياء، عظماء، رائعون، كم هي جميلة تلك الضغطة من كف حبيب، يخبرنا من خلالها في صمت بليغ أننا قادرون حقا على مواجهة الأيام بما تأتي به من مشكلات ومصاعب.


وفي سير العظماء، مَن وهبه الله زوجة صالحة رائعة، فهي تبثه الحماسة، وتزرع فيه الثقة، وتعينه على ما تأتي به الأيام، وما يبتليهم به الدهر، وفي المقابل وجدت عظماء، شاء الله أن يبتليهم بزوجات، يعينوا الدهر عليهم! يكسروا فيهم العزيمة، ويسفهوا آراءهم، ويصغروا أي إنجاز يحققونه في الحياة، وببعض التأمل والتدبر، رأيت أن الزوجة الصالحة الوفية، تنشر في حياة زوجها الحب والسعادة، ورأيت كيف أن كثير من العظماء يستصغرون السعادة التي تأتيهم من أي شخص أمام سعادتهم بنظرة الرضا والفخر التي تشع بهما عينا شريك الحياة.


وكذلك وجدت عظماء، يخلعون رداء العظمة على أبواب بيوتهم، ويودعون ألقابهم الكبيرة، وكبرياءهم ، وفخرهم وزهوهم قبل أن يدخلوا على زوجاتهم وأبنائهم! أراهم فأتذكر قول أحمد شوقي رحمه الله : من خذلته أسرته، لم تأت من الأباعد نصرته، أحد أصدقائي الذين وهبهم الله موهبة كبيرة، وقبولا لدى الناس، شكا لي زوجته التي أحالت حياته جحيما مستعرا، وكيف أنه يستثقل موعد عودته للمنزل، وقال لي بسخرية مريرة مؤلمة : لقد طلبت مني زوجتي ذات يوم أن أهديها كتابا من كتاباتي، وسخرت مني وهي تذكرني بأنه لولاها لما كتبت شيئا، وبأن وراء كل عظيم امرأة! ففكرت أن أكتب لها في كتابي القادم إهداء أقول فيه "إلى زوجتي أهدي كتابي الخامس .. الذي لولاها ..لكان الخامس والخمسين!!"

وأراني وأنا أتحدث عن دعم الزوجة لزوجها، أتذكر في حبور وسعادة أعظم موقف للدعم في التاريخ الإنساني بأسره، مشهد عاطفي ما أبدعته قريحة شاعر، وما خطته يد أديب أو رسمته ريشة فنان، إنه موقف السيدة خديجة رضي الله عنها، مع زوجها محمد صلى الله عليه وسلم، فبعد زواجه منها صلى الله عليه وسلم، احتضنته رضوان الله عليها، ورأت فيه معالم العظمة والرجولة والنبل، كانت تشعر بخبرتها في الحياة، واتزان عاطفتها، ورجاحة عقلها، أن ذلك الشاب النبيل يحمل بين جنبيه قلبا شفافا، وروحا تشبه روح الملائكة، فكفته السفر والتجارة، وشجعته على تلك السياحة الروحية التي كان يقصدها كل عام، ويذهب فيها إلى غار حراء، ينظر من أعلى إلى مكة، ويتألم بعمق لحال أهلها وهم يسجدون ويركعون لأصنام صنعوها بأيديهم!

عجيب أمرها .. أليس كذلك ؟! امرأة تترك زوجها ليغيب عنها شهرا كل عام، غيابا غير مبرر، فما هو بالنبي الذي يوحى إليه آنذاك، ولا بالتاجر الذي خرج يستطلع أمر أمواله، وليس له ندماء وخلان يسمر معهم ويسهر، لكنها بحنين وحب صادقين، تركته يذهب، حاملا معه دعواتها، وكانت ترسل له بالطعام، وتبعث بمن يتفقده ويطمئنها عليه، وذات يوم جاءها يرتجف مأخوذا، فما رآه لا يقدر على حمله بشر، وأتساءل مندهشا: ولماذا خديجة؟ إنه محمد العاقل المتزن، وها قد جاءه ما أفزعه، فلماذا اتجه إلى زوجته، ولم يذهب لعمه أبي طالب أو صاحبه أبي بكر، أو عشيرته وهم أهل عز وقوة؟


إنه حضن خديجة .. وقلب خديجة .. واتزان خديجة، كان وهو يركض من أعلى الجبل، يتجه بعقله وقلبه ووجدانه إلى امرأة..كان خائفا .. ولم يؤمنه يومئذ إلا هي ..كان مترددا .. لم يثبته آنذاك إلا هي ..كان حائرا .. ولم يعطه اليقين حينها إلا هي ..تلقته بقلبها، ومسحت على رأسه وهي تسأله عن حاله، فأخبرها بخبر لقائه الأول بجبريل، ثم قال لها خائفا ملتاعا: "لقد خشيت على نفسي"، هنا زادت ابتسامة خديجة المطمئنة، وخرجت الكلمات من فمها تزرع الثقة والقوة في وجدان زوجها: "كلا .. والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر، تقول له "كلا" فتزيح من ذهنه أي فكرة خوف أو قلق، ثم يكون كلامها قاطعا، فتبدؤه بالقسم وتختمه بالجزم "والله لا يخزيك الله أبدا"، فمن له بمثل صفاتك يا محمد ويخزيه الله؟ من بخلقك، وطيبتك، وإنسانيتك، ويدعه الله للمخاوف والهموم؟! لقد تحدث علم النفس عما يقوي الحياة الزوجية، ويغرس في أوصالها المتانة والقوة، وذهب كثيرون إلى أن البيت الذي يجد فيه الزوج أو الزوجة الدعم والمساندة هو البيت القوي الذي نادرا ما يزعزعه طارئ أو تهزه كبوة، تلك المساندة التي تعتمد على التشجيع، وشد الأزر، وتطييب الخاطر، وتطرد بدفئها كلمات النقد القاسي، والتأنيب المستمر، وكل ما يحطم من ثقة ونفسية شريك الحياة.

كريم الشاذلي
www.karimalshazley.com

*****************************

لست وحدك:

"حبيبي سابقا" كان شخصية تافهة جدا.. لكنه شوه سمعتي.. فهل يمكن أن أعيش وحيدة

ارتبطت بزميلي الذي يكبرني بعام في الكلية، لكني اكتشفت بعدها فترة، أنه شخصية تافهة جدا، ولا يمكن الاعتماد عليه في قيادة بيت وأسرة وأطفال، مع أنه كان يحاول الظهور أمامي في صورة مختلفة، وبعد كثير من التفكير، وتقليب الأمر على جميع أوجهه، تركته، وصارحته بالأسباب، فأخذته العزة بالإثم، وثار عليّ، ونشر في الكلية كلها أنه هو الذي تركني، هذا غير توليفة جميلة من الأسباب التي راح يسوقها ويشوه بها صورتي أمام الجميع! وكانت النتيجة، أن كثيرين ممن كانوا معجبين بي، هجروني، ولم يعد أحد منهم يطرق بابي، أنا اشعر بالظلم، والألم، وبعد مضي فترة طويلة على هذه الأحداث، مازلت غير مرتبطة، إذ يبدو أنه "وقف حالي"، في نفس الوقت الذي ما يزال يحاول فيه الحديث إلي، واسترضائي، لكني من المستحيل أن أعود إليه.. فهل قدر لي أن أعيش وحيدة بقية عمري؟


صديقتي:

ربما يكون أحسن ما فعلتِه في حياتك، أنك لم تخشي مواجهة الموقف، ولم تدفني رأسك في الرمال، أو تسمحي لنوازع العاطفة، أن تسيطر على مقدراتك، وتدخلك في تجربة أنت مدركة تمامًا ـ ومنذ وقت طويل ـ أن نتائجها لن تكون في صالحك، أو تمثل لك الإشباع الذي تسعين إليه من خلال علاقة جادة ونظيفة.

ولكن مواجهات الإنسان لكل ما في الحياة، لا تنتهي ـ غالبًا ـ بمثل هذه السهولة، وبمجرد اتخاذه القرار، ولكنها تمتد، وتتشعب، لتعطي لنا الفرصة من جديد، لتأكيد اختياراتنا، والتشبث بما سبق وارتضيناه لأنفسنا، وإكمال ما بدأناه، بنفس الإصرار القديم، والرغبة في اختيار افضل السبل لأنفسنا ومشاعرنا الغالية.

ومهما يكن الذي يحدث لك الآن، فهو افضل مائة مرة، من استمرارك معه، ضد رغبتك، وضد ما يحتمه العقل والمنطق، والسلوك السوي، فلا تندمي على قرارك، ولا تعيدي محاكمة الوقائع والأسباب، التي أدت إليه في الماضي، بل استمري على إيمانك الراسخ بصحة ما ذهبتِ إليه من قبل.

فإن تأكُدَ الإنسان من صحة قراراته المصيرية، يجعله أكثر قدرة على تحمل تبعاتها، ومواجهة ما يترتب عليها، مهما كانت قسوته، أو صعوبته، أو طول أمده، والقوة المطلوبة لتحمله.

وإذا ما وصلتِ إلى هذه النقطة، بيقين وعزم وموضوعية، فإن المشكلة تكون قد حُلت تقريبًا، لأن ما سوف يأتي، لا يخفى عليك، وهو أن الله سبحانه وتعالى، قد قدّر أرزاقنا في السماء منذ الأزل، ولا يصح ان نأتي لنقول، إن هذا أخذ من رزقنا، أو أضاف من رزقه لأرزاقنا، محال، وإنما الذي خلقنا، ووهبنا الحياة، قسم أرزاقنا، وتكفل –سبحانه-بإيصالها لنا في أي وقت ومكان، والمال رزق، والصحة رزق، والزواج رزق، والإنجاب رزق، والنجاح والتفوق رزق، والموهبة رزق، وكل ما في حياتنا يخضع لنفس المنطق.

ومهما كان الذي قاله هذا الإنسان، العاري من الأخلاق عليك، فإنه لن يؤثر فيك، ولن يضرك، إلا بمقدار ما كتبه الله عليك، لا أكثر ولا أقل، (وإن اجتمعت الجن والإنس على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك)، وسوف ينفذ أمر الله في النهاية، مهما حدث (والله متم نوره ولو كره الكافرون)، فاصبري ولا تتعجلي ما هو آت إليك في موعده.

واحمدي الله على كل ما مضى، وما هو آت، فإن الحمد والرضاء والتسليم، من موجبات رحمة الله تعالى، ومن مسببات رضائه وعفوه وغفرانه.

وسوف يأتي أوانك، وتحين لحظتك، وتورق وردة الحب في قلبك، عندما يأذن الله سبحانه وتعالى، ويكتب اسمك ضمن قائمة المحظوظين بالحب.

حسام مصطفى إبراهيم

Hosammostafa_it@yahoo.com

--------------------------------------------------------------------------

نظرة:

هل تستطيع رفع 200 كيلو جرم من الحديد؟ طبعا تقدر!


هل تستطيع تسلق قمة أعلى جبال العالم؟ هل باستطاعتك رفع ثقل يزن 300 كيلو جرام؟


أعتقد أن إجابتك هي: "بالطبع لا" أو "مستحيل"، لكنى أريد أن أخبرك سرا، أنت بالفعل تستطيع أن تفعل كل هذه الأشياء وأصعب منها، فقط تعلم كيف تفعل هذا، أبدا لا تقل "لا استطيع فعل كذا"، لكن قل "أنا لم أتعلم فعله، لم أحاول، لم أجرب"، فثمة فارق كبير،.لأنك عندما تتعلم كيف تصنع أي شيء، ستكون قادرا على فعله، فلماذا تحكم على نفسك -ولو بالكلام- حكما مسبقا بالفشل؟ ضع أمام عينيك دوما هذه المقولة "الإنسان يحيا طوال حياته لكي يكتشف نفسه، فقط عليك أن تكتشف ذاتك، ارجع بذاكرتك خمسة أعوام، واسأل نفسك "هل كان هناك شيء اعتقدت صعوبة تحقيقه، وحققته بالفعل؟" أعتقد أنك أدركت الآن ما أريد قوله، فكل منا يمتلك نفس الإمكانات والطاقات، ولكن الظروف وضعتنا في مكان ما، جعلنا نفعل أقل بكثير مما نستطيع!

قد تكون طبيبا أو مهندسا ناجحا، ولكن هل حاولت يوما كتابة الشعر؟ لا تتعجب، فقد يكون لديك ملكة الكتابة بالفعل ولكنك لم تحاول، هذا ما نفعله دائما، لا نحاول فعل ما لم نعتد عليه، ولا نفعل إلا ما ألفناه، لأننا لو فعلنا ما نحن قادرون عليه، لصعقنا أنفسنا كما قال " أديسون"، لكننا بالفعل قادرون على فعل أى شيء فعله غيرنا، فقط إذا تعلمنا وحاولنا ولو قليلا، فالذين يجلسون على القمة، هم فقط الذين تعلموا كيف يتسلقون الجبال.

والمرء منا إذا طالت حياته، فليس على سبيل العبث، ولكن ليكتشف ما يمتلك من قدرات، ويتعلم استغلاله، فاحلم لتتمتع بروعة الخيال، وحاول تشعر بنشوة المغامرة، وجرب الخروج عن المألوف تكتشف شيئا جديدا، المهم أن تبدأ وتصنع بنفسك المبادرة.

فــــريــــد إدوار
fareid.edwar@gmail.com

في الغميق - الأربعاء - 22-7-2009

في الغميق - الأربعاء - 22-7-2009

الذين نجحوا

لوني بيسون.. الطريق لجمع الملايين عبر سعادة الآخرين الذين يقولون "آلو"! (2-3)

في عام 1996، دلف لوني بيسون بشركته إلى عالم خدمات الهواتف النقالة، وبدأ لوني يشعر بصعوبة الدعاية لخدمات الاتصالات النقالة، التي كانت حكرا وقتها على رجال الأعمال، لتكلفتها المرتفعة وقتها…

أراد لوني الدعاية لخدماته الجديدة، ولكنه لم يكن من النوع الذي يلقي نقوده يمنة ويسرة، لذا فكر في طريقة مبتكرة للتسويق والدعاية، تمثلت في صورة أسطول من 60 سيارة نقل مغلقة، تحمل دعايات شركته وخدماتها، لتسير في شوارع المدينة وتقف في طرقاتها، بما يدفع الناس لقراءة الدعايات التي ترتديها، إضافة إلى رقم اتصال مجاني على كل سيارة، لم يكن في الأمر أي تكلفة إضافية، فالشركة شركة اتصالات في الأصل، وأرقام الهواتف منتجاتها.

بذلك، يستطيع لوني في أي لحظة أن يتصفح تقارير الكمبيوتر، ليرى أكثر رقم اتصل عليه الناس لمعرفة المزيد من التفاصيل عن خدمات الشركة، بهذا، فيتمكن من مراقبة أداء كل سيارة، وكلما حققت سيارة اتصالات كثيرة في بقعة ما، أرسل إليها بقية السيارات التي لم يتصل على رقمها أحد، والسيارة التي لا تحقق أي اتصالات، عليها أن تتحرك إلى بقعة جديدة، والسيارة التي تحقق اتصالات تقف مكانها ولا تتحرك.

لقد ابتكر لوني نظام مراقبة لنفقات الدعاية والإعلان، نظام أمثل للرد على المقولة الشهيرة: أعلم أن نصف نفقات الدعاية والإعلان تذهب هباء، لكني لا أعرف أي نصف منها! عندما اختمرت نتائج هذا النظام، هبطت فكرة سماوية أخرى على لوني: هذا النظام لا يجب أن يقف عند حدود شركته، إن هذا النظام من القوة والدقة بحيث يمكن تطبيقه بصور كثيرة وأشكال شتى، في مجالات متعددة، مع شركات أخرى.

هذه المعرفة الداخلية أدت إلى ولادة شركة "من المتصل Who’s Calling" والتي نمت من شركة تحقق أقل من مليون دولار عوائد في عامها الأول، إلى شركة تحقق 60 مليون دولار من العوائد بعد خمس سنوات من بداية عملها!

اليوم لا تراقب الشركة الجديدة الاتصالات الواردة وحسب، بل ترشد العملاء إلى طريقة تحويل مكالمة الاستفسار إلى عملية بيع ناجحة، مع اقتراح طرق اقتصادية للدعاية والإعلان، تحلى لوني بالشجاعة في تطبيق الأفكار الجديدة، وأعطانا أربع نقاط تساعدنا على تحويل الأفكار إلى شركات ونجاحات:

1- امسح سوقك المحلية بشكل سريع: حدد الشركات التي تقدم أسوأ مستوى من الخدمات إلى عملائها، وحدد تلك التي تكلف زبائنها الغالي من التكاليف، مقابل تقديم أقل مستوى من الخدمة، ثم فكر في طريقة مبتكرة لتقديم ذات الخدمة بتكلفة أقل، ثم حدد أي العملاء أكثر قابلية لنفض يده من هذه الشركات والتحول إلى منافس يقدم له عرضًا مغريًا لا يستطيع رفضه!

2- انظر خارج منطقتك الآمنة: كل شهر، يصر لوني على قراءة عدة كتب ومنشورات دورية عن مجالات وصناعات خارج اختصاصه لا يعلم عنها أي شيء، وبذلك حصل على أفكار عبقرية من قراءة مقالات لا تمت بصلة إلى طبيعة عمله.

3- اكتب قائمة بأسماء الشركات التي يتحدث الكثير من الناس عنها بإعجاب: هؤلاء إما المنافسون الذين ستنافسهم، أو الشركاء الذين ستشاركهم، طالما أن هذه الشركات لها الكثير من العملاء الذين جلبوا لها الشهرة، فعليك التفكير في طريقة للاهتمام بهؤلاء العملاء بشكل أفضل (الفكر التنافسي)، أو فكر في طريقة تقدم لهم بها خدمات تكميلية (فكر المشاركة).

4- إياك والبقاء محبطا: ينال الإحباط والفشل منا جميعا، ولهذا تجد العديد من الناس يحجمون عن بدء شركات وأعمال جديدة، فلا تخف من المنافسة والفشل، فلن تفوز ما لم تخض الغمار، وتكون مستعدا لأن تخسر بين الفينة والأخرى، تعلّم من كل كبوة، فبطل قصتنا اليوم دخل في مشاريع فاشلة عديدة، قبل أن يدرك النجاح، لكن القصة –أيضا- لم تنته هنا.. (يتبع

رءوف شبايك
shabayek@gmail.com
----------------------------------------------------------------

آدم وحواء

عندما يصبح كل شيء متوقعًا ..إنه "حب في الثلاجة"!

أسوأ ما يمكن أن يقتل حماسة الحب، هو الروتين والتعود، وعدم التجديد والإبداع، فعندما يصبح كل شيء متوقعًا، وتقل نسبة الإثارة والدهشة، يجب أن ننتبه إلى أن الحب يتجه نحو الثلاجة، وأن الثلج سيغطيه يقينا! وذلك لأن النفس الإنسانية تملّ من التكرار وتبحث دائمًا عن التجديد والتغيير.

ومن جملة الأشياء التي تحتاج إلى إبداع وتغيير في حياتنا الزوجية.. العلاقة الحميمة! فهي إحدى الأشياء الهامة التي يتمتع بها الإنسان، فالداعي إذن إلى التجديد فيها أولى وأهم، وقد حدث أن ذهب أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إليه، وقال له وهو خائف: «يا رسول الله هلكت، قال: وما أهلكك؟ قال: حولت رَحْلي الليلة" ويقصد هنا أنه عاشر زوجته بطريقة مختلفة عما يظن أنه الشكل الصحيح!

فلم يرد عليه رسول الله، حتى أوحى الله إليه صلى الله عليه وسلم هذه الآية: "نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ" فقال النبي للرجل: أقبل وأدبر واتق الدُبر والحيضة».

إذن فهناك خطان أحمران حددهما الشرع وهما: (الحيضة، والدبر)، أما دون ذلك فالمجال واسع للتجديد والابتكار والتغيير! والتغيير يكون في ثلاثة أشياء، الشيء الأول: المكان، فلماذا ترتبط العلاقة الحميمة في أذهاننا بمكان واحد لا يتغير وهو غرفة النوم؟! ما المانع من كسر هذا التقيد، والخروج إلى غرفة المعيشة أو غرفة الطعام، أو أي مكان تتوفر فيه عوامل الأمان والطمأنينة؟

بل يمكنك أن تؤجر غرفة في فندق، أو مكان سياحي يتماشى مع حالتك المادية.

وإذا كنت من ذلك الصنف الذي يبتسم في قلة حيلة حين يسمع هذا الكلام ويقول: (والأولاد؟)، حسنا هذا أمر شائك بالفعل، ولكن يمكنك ولو ليوم واحد في الشهر أن تذهب بهم إلى جدتهم، فلن تعدم حيلة تبعد بها الأولاد لساعات معدودة، خاصة وأن هذا الأمر ليس يوميًّا بل كلما سنحت الفرصة المناسبة.

الشيء الثاني الذي يجب أن نغير فيه هو: الزمان، لماذا ليلا فقط؟ صحيح أن الليل لباس وستر، لكنه ليس الوقت الوحيد الذي يمكننا فيه ممارسة العلاقة الحميمة، إن كسر روتين الوقت بالغ الأهمية هنا، وقد ينجح بالفعل في إخراجنا من دائرة الرتابة التي نعاني منها، في الصباح.. وقت الظهيرة.. هذه الأوقات التي لم نتعود ممارسة الجنس فيها ربما تكون على غرابتها إحدى الطرق الهامة للإبداع والتجديد.

الشيء الثالث الذي يمكننا أن نغير فيه هو: الكيفية، فتغيير الأوضاع في أثناء العلاقة الحميمة أمر بالغ الأهمية، خاصة وأن تغييرها يُعدّ في حد ذاته من أكثر الطرق التي تؤدي إلى زيادة المتعة بين الزوجين، كذلك تغيير الملابس والشكل وقّصّة الشّعر والعطر مهم جدًّا، ويعطي رونقًا جديدًا تسعد به النفس وتهنأ.
فلا يجب الزهد في هذا التغيير، والاكتفاء بشكل روتيني واحد قد تملّه النفس، فالنفس -كما ندري ونعلم- ملولٌ وتسأم بسرعة، فيجب أن نغيّر ونبدل ونبتكر، ما دام في الأمر سعة، وصدقوني فإن قليل من الفوضى والتغيير، يمكن أن "يُعيد" ترتيب الأمور أحيانًا!

كريم الشاذلي
karim1924@hotmail.com
----------------------------------------------------------------
الطلعة الأولى
عندما يقول لك المدير "تحدث عن نفسك"... إياك أن تحكي له "طفولتك المعذبة"!

بما أن المقابلة الشخصية، حجر الزاوية في قبولنا بالوظيفة من عدمه، فإن هناك عدة أسئلة لو فهمناها بشكل غير صحيح، فسوف نجيب عليها بأسلوب غير صحيح أيضا، وتكون تلك هي النهاية!

فعندما يقول لك مديرك المستقبلي "تحدث عن نفسك"، فلا يجب أن تتحدث إليه عن طفولتك وعلاقاتك وامتلاكك حسابا على الفيس بوك، وإنما عن تعليمك وحياتك المهنية وطموحاتك الوظيفية.

وعندما يسألك "لماذا تقدمتَ للحصول على هذه الوظيفة؟" فلا تقل له "من أجل المال"، حتى لو كانت هذه هي الحقيقة، وإنما يجب عليك إظهار الاهتمام بالانتماء للشركة لأهميتها وريادتها، ويقينك بقدرتك على المساهمة بفاعلية في تحقيق الشركة لأهدافها، ثم قل له إنك علمت متطلبات هذه الوظيفة، ولما وجدت نفسك قادرا على الوفاء بها، تقدمت إليهم، ثم اذكر بعض ما يمكنك إضافته للشركة مستقبلا.

أما عندما يسألك عن معلوماتك عن الشركة، فلا تقل له ما سمعته عن الرشوة التي تحل كل المشاكل، والواسطة التي تفتح كل باب مغلق، ولكن استغل هذه الفرصة لمدح أصحاب العمل الذين ساعدوك في التحري والبحث عن هذا العمل الجيد.

عندما يسألك عما تتمتع به من مؤهلات لتولي هذه الوظيفة، فلا تقل له عن وساطاتك، أو تذكر اسم قريب لك بالمكان، ولا تجنح للمزاح كذلك، ولكن اسرد خبراتك ومهاراتك التي تجعلك الشخص المثالي لتولي الوظيفة، مظهرا حماسك، واستعدادك للتعلم وتطوير ذاتك واكتساب مزيد من الخبرات.

عندما يسألك سؤالا، فلا ترد عليه بسؤال مماثل، إلا إذا كنت لم تفهم ما قال، في هذه الحالة، يمكنك توجيه أسئلة قصيرة وسريعة لمعرفة غرض السؤال، وتقديم إجابة شافية عليه، وإذا كنت لا تعرف إجابة السؤال، فلا تؤلف، ولا تستخدم "فهلوتك" ولكن كن صريحا، واعترف بعدم معرفتك.

عندما يسألك عن سبب تركك للوظيفة السابقة، فلا تنتقد أو تشتم رئيسك السابق، مهما كان غضبك عليه، ولا تقل إنك كنت تجتهد دون أن تجد مقابلا مناسبا، ولكن قل له إنك تبحث عن تحد جديد، بعد أن حققت كل أهدافك في شركتك القديمة، وترغب في اكتساب المزيد من الخبرات.

وعندما يسألك عن نقاط ضعفك، تذكر أن المقابلة ليست الفرصة المناسبة للاعتراف بعدم قدرتك على الالتزام بالمواعيد، أو عدم إجادتك للكمبيوتر، لكن استغل السؤال لصالحك، وقل له إنك –مثلا- تهتم كثيرا بالتفاصيل، أو أنك مفرط في طموحك، أو أن أخطر عيوبك هو إخلاصك في العمل مما يؤثر على حياتك العائلية، أو قل العبارة المفضلة لصديق لي: "عيبي الوحيد أني مدمن شغل"!

آخر نصيحة: تأمل قول الإمام علي ابن طالب "اطلبوا الحاجات بعزّة، فإن الأمور تجري لمقادير"، وقول الحسن البصري: "علمت أن رزقي لم يأخذه غيري، فاطمأن قلبي"، وقول الشعراوي: "إن كنت لا تعرف عنوان رزقك، فإن رزقك يعرف عنوانك".

محمد التهامي
tohamy345@hotmail.com


-------------------------------------------------------------------------------
ورشة في الغميق

هذه فكرة جديدة، تتلخص في أننا كل مجموعة من الأعداد، نقوم بإلغاء أبواب الصفحة الثابتة، ونخصص الصفحة بأكملها، للحديث حول موضوع بعينه، يتم اختياره قبلها، يشترك فيه كُتاب الصفحة وكذلك القراء، الذين سوف يرسلون مقالاتهم للمحرر، ليختار أفضلها وينشرها، بحيث نغطي الموضوع من مختلف الزوايا، وشروط الاشتراك بسيطة: ألا يزيد المقال عن 500 كلمة، وأن يتناول الموضوع من زاوية التنمية البشرية فقط، وأن يكتب القارئ في رسالته اسمه وإيميله ورقم تليفونه، ويجعل عنوان رسالته "ورشة في الغميق"، واول موضوع للنقاش هو "كيف تقاوم الفشل؟"، ومدة تلقي الأعمال سوف تكون دائما أسبوع واحد منذ نشر الموضوع، كما سيتم عمل استطلاع لآراء الجمهور كل أسبوع حول مقالات الصفحة، ومنحهم الفرصة لاختيار أفضل مقال بها –عدا مقالات المحرر- وذلك من خلال مدونة "في الغميق"
في انتظاركم.

------------------------------------------------------------------------

لست وحدك:
أحمد جارنا بيحبني ومحمود بيكلمني في التليفون وعمرو بأخرج معاه كتير.. وأنا عندي 15 سنة.. آه والله!
عندي 15 سنة، وأحب الجلوس على النت فترات طويلة، وهناك بعض الشباب الذين يؤجرون شقة في عمارتنا، أحدهم معه إيميلي، ويحبني جدا، هذا غير واحد آخر اسمه "أحمد" هو الآخر يحبني ومع أني أتحدث إليه في التليفون، فأنا لا أحبه، وإنما أحب فتى آخر اسمه "محمود" الذي يحبني جدا بدوره، ومع ذلك ففي بعض الأوقات أشعر أني لا أحبه، وهناك واحد آخر اسمه "عمر" هذا هو من أخرج معه كثيرا، ويقول أنه يحبني هو أيضا، المشكلة أني لا أستطيع الابتعاد عنهم جميعا، وكلما حاولت، أصروا هم على أن أعود إليهم، ماذا أفعل؟

سوف أحكي لك حكاية -أظنها الآن طريفة-يا صديقتي، فعندما كنتُ في الصف الخامس الابتدائي -أي أصغر منك كثيرًا- أصابني كيوبيد بسهمه لأول مرة! حيثُ تعلقتُ بحب فتاة صغيرة وجميلة، كانت زميلتي في الفصل، أحببت ملازمتها كظلها، أتشاجر مع من يؤذي شعورها، أكتب لها "الواجب"، وإذا تكلمتَ وهمّ المدرس بضربها، أفتعل أي صوت، حتى يظن أن الجلبة صادرة مني، فأنال أنا العلقة الساخنة بدلًا منها!

هل رأيت تضحية أكبر من هذا؟! ومع ذلك فإن قصة حبي الأسطورية هذه، قد انتهت بالخيانة والجرح والدموع! فقد رأيتها، نعم رأيتها بعيني -فلم أكن لأطيع فيها الوشاة والحاسدين- تقف مع زميل آخر -أنا أوسم منه بالمناسبة!- وتعطيه -تصوري!- كيس كاراتيه هدية!!!

وأنا، أنا الذي أنام وأصحو على ذكراها، أنا الذي أظل أتابعها بنظري طوال الحصة، أنا الذي أذود عنها أمام زملائي وزملائها، لم أنل منها يومًا ولا حتى "كراتيهاية" واحدة!

تضحكين؟ حسنا ولكن الأمور وقتها بالنسبة لي كانت كارثية بالفعل، ولم أكن أستطيع أن أنظر إليها من أي وجهة أخرى، وكان أن قررت أن الأوان قد حان لتنتهي قصة حبي، بعد أن تحطمت على صخور الواقع الأليم، خاصة أن امتحانات آخر العام كانت على الأبواب وهذه "شهادة" أي أن فيها رسوبا ونجاحا!

هل فهمت ما أحاول إيصاله لك؟!

كلنا يا صديقتي نمر بهذه اللحظات من الاحتياج النفسي للآخرين، والرغبة في تجربة قدراتنا، خاصة مع الجنس الآخر، بالذات في هذه السن المبكرة التي نبدأ فيها الإحساس بذواتنا، وقدرتنا على مخالفة من حولنا، والاستقلال بآرائنا، وتكوين علاقات خاصة بنا وحدنا!

وهذا ليس عيبًا في حد ذاته، فله دور مهم في تشكيل وعينا، وتحديد علاقتنا بمن حولنا مستقبلا، ولكن العيب قد يكمن في وسيلة التعبير عن هذه المشاعر، أو في استغلالها بغير ما أمرنا به الدين والشرع.

فأنا خلال قصة حبي الأسطورية التي حكيت لك عنها، لم أجرؤ يومًا مثلا أن أتصل بفتاتي في التليفون، أو أحكي لأحد عن مشاعري، أو أكتب لها خطابًا، على الرغم من علمي وقتذاك بكل هذه الأشياء، أي أن إحجامي لم يكن نابعًا من جهل، ولا من عقل ومنطق حكيم في مثل هذا العمر الباكر، ولكن من الفطرة السوية وحدها بما يصح وما لا يصح! وهذه مصيبتنا الحقيقية هذه الأيام، أن فطرتنا اختلت وتشوهت، ولم يعد لدينا هذا النور الكاشف الذي يرشدنا للصواب والطريق الذي يجدر بنا إنفاق جهدنا وطاقتنا فيه.

صديقتي: كل ما بداخلك مشاعر طبيعية جدًا، وتحدث لكل واحد منا في حياته، لكن غير الطبيعي بالمرة تطويرها كما فعلت، وإطلاق لفظ "الحب" عليها، دون أن تكوني على دراية كافية بمدلوله، فالحب ليس مجرد التعلق بإنسان والرغبة في ملازمته طول الوقت، ولكن الحب قرين المسئولية وقرين التفكير في المستقبل كذلك.

كما أن قصة "حبك" لأكثر من واحد... خرافة! ودليل أكيد على أنك إنما تحبين التفافهم من حولك، وتمجيدهم لك لا أكثر، كما أنها دليل آخر على مدى بعدك عن الله عز وجل! فلو كنت قريبة منه –سبحانه- لعلمت مدى الخطأ الكبير الذي تورّطت فيه، عندما سمحت لنفسك بالكلام مع هذا، والخروج مع ذاك، وكأنه أمر عادي، لا شيء يرفضه الدين وتأباه التقاليد السوية!

وكل ما يمكنني قوله: اتقي الله سبحانه وتعالى يا صديقتي، وفكري فيما يمكنك أن تقوليه له عندما يسألك عن كل هذه التصرفات غير المسئولة وغير مضمونة العواقب! وكيف سيكون حالك لو علم أهلك بما تفعلين، أو انتشرت الشائعات عنك وآذت سمعتك؟!

فاتركي هؤلاء الشباب جميعًا، والتفتي لمذاكرتك التي هي أهم لك الآن من الحب والعواطف والأحاسيس، واقتربي من الله عز وجل، حتى يأتي نصيبك المفروض لك منذ الأزل، والذي لن يغيره تسرعك ولا تعجلك ولن يقنعه بالقدوم إلى باب بيتك قبل الأوان!

كما أن عليك أن تفتحي قنوات تواصل أكثر مع أسرتك وعائلتك وقريباتك، ليكون لديك متنفس طبيعي تخرجين من خلاله مشاعرك ومخاوفك، وتتلقين عن طريقه النصح والتوجيه وخبرات السنين، ليكون كل ذلك بمثابة التطعيم اللازم لك لكي تدركي التعامل مع ما يقابلك في الحياة من خبرات وتجارب جديدة عليك تماما.هداك الله يا صديقتي، ويسر لك أمرك، ويسر لك الخير أينما كان.

حسام مصطفى إبراهيم
Hosammostafa_it@yahoo.com

------------------------------------------------------------------
نظرة:

القمة ليست كلية يحددها لك المجتمع.. لكنها المكان الذي تحب أن تصل إليه!

فرق كرة القدم القوية، تجد فيها شيئا هاما للغاية، كل لاعب هو الأفضل في مكانه، بدءا من حارس المرمى ووصولا للهداف، مرورا بخط الوسط والباك وكل اللاعبين، وخارج الملعب هناك المدرب، حتى الجماهير لها دورها، في التشجيع والتحفيز، لنتخيل معا أننا قمنا بتغيير مراكز اللاعبين، فيقف حارس مرمى في الدفاع، ويقف المهاجم في حراسة المرمى، ماذا سيحدث؟.. سيفقد الفريق الهارمونى والتناغم الذي يلعب به، وسيهزم! في الماتش كما في الحياة، لا يوجد من هو أفضل، ومن هو أسوأ، يوجد فقط من هو في مكانه، ومن في مكان لا يناسبه، وكل إنسان لو وصل للمكان المناسب له، فسوف يبدع.

نفسك تطلع إيه ؟ البيت نفسه وإنت برضه تلتحق بكلية من كليات القمة، لا يهم أن تلتحق بالطب أو صيدلة أو هندسة، المهم أنك عندما تلتحق بهذه الكليات تصل فيها إلى قمة إبداعك، هناك فاشلون كثيرون في كلية الطب والهندسة، فما الفائدة أن تصل إلى القمة وتسقط من عليها؟

القمة ليست كلية يحددها لك المجتمع، القمة هي المكان الذي تحب أن تصل إليه، كلٌ ميسرٌ لما خُلق له، وليس الحصول على شهادة تُعلق على حائط، ولا الالتحاق بكلية لا تناسب قدراتك، هو السبيل لتفوقك وإبداعك، القمة هي أي مكان تستطيع أن تثبت فيه نفسك، بغض النظر عما يراه الآخرون.

محمد بحر

في الغميق ترحب بكم!


لماذا لا نواكب العصر، وتكون لصفحتنا في الغميق مدونة على الإنترنت، بعد أن أصبح لها جروب على الفيس بوك؟
ننشر مقالات كتابنا، ونمنح الفرصة للجميع لتقيمهم، والحكم عليهم، واختيار أفضل مقال كل أسبوع، كما نترك لهم الفرصة للنقد، والاقتراح، للتواصل معنا، ومحاولة الوصول بالصفحة لأفضل شكل ممكن.
إذن .. هذه دعوة للمشاركة.. ولإبداء الرأي، وللحوار، أتمنى أن يقبلها الجميع، ويساهم فيها.
ومنذ هذه اللحظة، كل أسبوع، سوف نقوم بنشر مقالات الصفحة على هذه المدونة، وعمل استفتاء حول أفضل مقال.
في انتظار تفاعلكم ودعمكم.

حسام مصطفى إبراهيم