في الغميق - الأربعاء - 22-7-2009

في الغميق - الأربعاء - 22-7-2009

الذين نجحوا

لوني بيسون.. الطريق لجمع الملايين عبر سعادة الآخرين الذين يقولون "آلو"! (2-3)

في عام 1996، دلف لوني بيسون بشركته إلى عالم خدمات الهواتف النقالة، وبدأ لوني يشعر بصعوبة الدعاية لخدمات الاتصالات النقالة، التي كانت حكرا وقتها على رجال الأعمال، لتكلفتها المرتفعة وقتها…

أراد لوني الدعاية لخدماته الجديدة، ولكنه لم يكن من النوع الذي يلقي نقوده يمنة ويسرة، لذا فكر في طريقة مبتكرة للتسويق والدعاية، تمثلت في صورة أسطول من 60 سيارة نقل مغلقة، تحمل دعايات شركته وخدماتها، لتسير في شوارع المدينة وتقف في طرقاتها، بما يدفع الناس لقراءة الدعايات التي ترتديها، إضافة إلى رقم اتصال مجاني على كل سيارة، لم يكن في الأمر أي تكلفة إضافية، فالشركة شركة اتصالات في الأصل، وأرقام الهواتف منتجاتها.

بذلك، يستطيع لوني في أي لحظة أن يتصفح تقارير الكمبيوتر، ليرى أكثر رقم اتصل عليه الناس لمعرفة المزيد من التفاصيل عن خدمات الشركة، بهذا، فيتمكن من مراقبة أداء كل سيارة، وكلما حققت سيارة اتصالات كثيرة في بقعة ما، أرسل إليها بقية السيارات التي لم يتصل على رقمها أحد، والسيارة التي لا تحقق أي اتصالات، عليها أن تتحرك إلى بقعة جديدة، والسيارة التي تحقق اتصالات تقف مكانها ولا تتحرك.

لقد ابتكر لوني نظام مراقبة لنفقات الدعاية والإعلان، نظام أمثل للرد على المقولة الشهيرة: أعلم أن نصف نفقات الدعاية والإعلان تذهب هباء، لكني لا أعرف أي نصف منها! عندما اختمرت نتائج هذا النظام، هبطت فكرة سماوية أخرى على لوني: هذا النظام لا يجب أن يقف عند حدود شركته، إن هذا النظام من القوة والدقة بحيث يمكن تطبيقه بصور كثيرة وأشكال شتى، في مجالات متعددة، مع شركات أخرى.

هذه المعرفة الداخلية أدت إلى ولادة شركة "من المتصل Who’s Calling" والتي نمت من شركة تحقق أقل من مليون دولار عوائد في عامها الأول، إلى شركة تحقق 60 مليون دولار من العوائد بعد خمس سنوات من بداية عملها!

اليوم لا تراقب الشركة الجديدة الاتصالات الواردة وحسب، بل ترشد العملاء إلى طريقة تحويل مكالمة الاستفسار إلى عملية بيع ناجحة، مع اقتراح طرق اقتصادية للدعاية والإعلان، تحلى لوني بالشجاعة في تطبيق الأفكار الجديدة، وأعطانا أربع نقاط تساعدنا على تحويل الأفكار إلى شركات ونجاحات:

1- امسح سوقك المحلية بشكل سريع: حدد الشركات التي تقدم أسوأ مستوى من الخدمات إلى عملائها، وحدد تلك التي تكلف زبائنها الغالي من التكاليف، مقابل تقديم أقل مستوى من الخدمة، ثم فكر في طريقة مبتكرة لتقديم ذات الخدمة بتكلفة أقل، ثم حدد أي العملاء أكثر قابلية لنفض يده من هذه الشركات والتحول إلى منافس يقدم له عرضًا مغريًا لا يستطيع رفضه!

2- انظر خارج منطقتك الآمنة: كل شهر، يصر لوني على قراءة عدة كتب ومنشورات دورية عن مجالات وصناعات خارج اختصاصه لا يعلم عنها أي شيء، وبذلك حصل على أفكار عبقرية من قراءة مقالات لا تمت بصلة إلى طبيعة عمله.

3- اكتب قائمة بأسماء الشركات التي يتحدث الكثير من الناس عنها بإعجاب: هؤلاء إما المنافسون الذين ستنافسهم، أو الشركاء الذين ستشاركهم، طالما أن هذه الشركات لها الكثير من العملاء الذين جلبوا لها الشهرة، فعليك التفكير في طريقة للاهتمام بهؤلاء العملاء بشكل أفضل (الفكر التنافسي)، أو فكر في طريقة تقدم لهم بها خدمات تكميلية (فكر المشاركة).

4- إياك والبقاء محبطا: ينال الإحباط والفشل منا جميعا، ولهذا تجد العديد من الناس يحجمون عن بدء شركات وأعمال جديدة، فلا تخف من المنافسة والفشل، فلن تفوز ما لم تخض الغمار، وتكون مستعدا لأن تخسر بين الفينة والأخرى، تعلّم من كل كبوة، فبطل قصتنا اليوم دخل في مشاريع فاشلة عديدة، قبل أن يدرك النجاح، لكن القصة –أيضا- لم تنته هنا.. (يتبع

رءوف شبايك
shabayek@gmail.com
----------------------------------------------------------------

آدم وحواء

عندما يصبح كل شيء متوقعًا ..إنه "حب في الثلاجة"!

أسوأ ما يمكن أن يقتل حماسة الحب، هو الروتين والتعود، وعدم التجديد والإبداع، فعندما يصبح كل شيء متوقعًا، وتقل نسبة الإثارة والدهشة، يجب أن ننتبه إلى أن الحب يتجه نحو الثلاجة، وأن الثلج سيغطيه يقينا! وذلك لأن النفس الإنسانية تملّ من التكرار وتبحث دائمًا عن التجديد والتغيير.

ومن جملة الأشياء التي تحتاج إلى إبداع وتغيير في حياتنا الزوجية.. العلاقة الحميمة! فهي إحدى الأشياء الهامة التي يتمتع بها الإنسان، فالداعي إذن إلى التجديد فيها أولى وأهم، وقد حدث أن ذهب أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إليه، وقال له وهو خائف: «يا رسول الله هلكت، قال: وما أهلكك؟ قال: حولت رَحْلي الليلة" ويقصد هنا أنه عاشر زوجته بطريقة مختلفة عما يظن أنه الشكل الصحيح!

فلم يرد عليه رسول الله، حتى أوحى الله إليه صلى الله عليه وسلم هذه الآية: "نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ" فقال النبي للرجل: أقبل وأدبر واتق الدُبر والحيضة».

إذن فهناك خطان أحمران حددهما الشرع وهما: (الحيضة، والدبر)، أما دون ذلك فالمجال واسع للتجديد والابتكار والتغيير! والتغيير يكون في ثلاثة أشياء، الشيء الأول: المكان، فلماذا ترتبط العلاقة الحميمة في أذهاننا بمكان واحد لا يتغير وهو غرفة النوم؟! ما المانع من كسر هذا التقيد، والخروج إلى غرفة المعيشة أو غرفة الطعام، أو أي مكان تتوفر فيه عوامل الأمان والطمأنينة؟

بل يمكنك أن تؤجر غرفة في فندق، أو مكان سياحي يتماشى مع حالتك المادية.

وإذا كنت من ذلك الصنف الذي يبتسم في قلة حيلة حين يسمع هذا الكلام ويقول: (والأولاد؟)، حسنا هذا أمر شائك بالفعل، ولكن يمكنك ولو ليوم واحد في الشهر أن تذهب بهم إلى جدتهم، فلن تعدم حيلة تبعد بها الأولاد لساعات معدودة، خاصة وأن هذا الأمر ليس يوميًّا بل كلما سنحت الفرصة المناسبة.

الشيء الثاني الذي يجب أن نغير فيه هو: الزمان، لماذا ليلا فقط؟ صحيح أن الليل لباس وستر، لكنه ليس الوقت الوحيد الذي يمكننا فيه ممارسة العلاقة الحميمة، إن كسر روتين الوقت بالغ الأهمية هنا، وقد ينجح بالفعل في إخراجنا من دائرة الرتابة التي نعاني منها، في الصباح.. وقت الظهيرة.. هذه الأوقات التي لم نتعود ممارسة الجنس فيها ربما تكون على غرابتها إحدى الطرق الهامة للإبداع والتجديد.

الشيء الثالث الذي يمكننا أن نغير فيه هو: الكيفية، فتغيير الأوضاع في أثناء العلاقة الحميمة أمر بالغ الأهمية، خاصة وأن تغييرها يُعدّ في حد ذاته من أكثر الطرق التي تؤدي إلى زيادة المتعة بين الزوجين، كذلك تغيير الملابس والشكل وقّصّة الشّعر والعطر مهم جدًّا، ويعطي رونقًا جديدًا تسعد به النفس وتهنأ.
فلا يجب الزهد في هذا التغيير، والاكتفاء بشكل روتيني واحد قد تملّه النفس، فالنفس -كما ندري ونعلم- ملولٌ وتسأم بسرعة، فيجب أن نغيّر ونبدل ونبتكر، ما دام في الأمر سعة، وصدقوني فإن قليل من الفوضى والتغيير، يمكن أن "يُعيد" ترتيب الأمور أحيانًا!

كريم الشاذلي
karim1924@hotmail.com
----------------------------------------------------------------
الطلعة الأولى
عندما يقول لك المدير "تحدث عن نفسك"... إياك أن تحكي له "طفولتك المعذبة"!

بما أن المقابلة الشخصية، حجر الزاوية في قبولنا بالوظيفة من عدمه، فإن هناك عدة أسئلة لو فهمناها بشكل غير صحيح، فسوف نجيب عليها بأسلوب غير صحيح أيضا، وتكون تلك هي النهاية!

فعندما يقول لك مديرك المستقبلي "تحدث عن نفسك"، فلا يجب أن تتحدث إليه عن طفولتك وعلاقاتك وامتلاكك حسابا على الفيس بوك، وإنما عن تعليمك وحياتك المهنية وطموحاتك الوظيفية.

وعندما يسألك "لماذا تقدمتَ للحصول على هذه الوظيفة؟" فلا تقل له "من أجل المال"، حتى لو كانت هذه هي الحقيقة، وإنما يجب عليك إظهار الاهتمام بالانتماء للشركة لأهميتها وريادتها، ويقينك بقدرتك على المساهمة بفاعلية في تحقيق الشركة لأهدافها، ثم قل له إنك علمت متطلبات هذه الوظيفة، ولما وجدت نفسك قادرا على الوفاء بها، تقدمت إليهم، ثم اذكر بعض ما يمكنك إضافته للشركة مستقبلا.

أما عندما يسألك عن معلوماتك عن الشركة، فلا تقل له ما سمعته عن الرشوة التي تحل كل المشاكل، والواسطة التي تفتح كل باب مغلق، ولكن استغل هذه الفرصة لمدح أصحاب العمل الذين ساعدوك في التحري والبحث عن هذا العمل الجيد.

عندما يسألك عما تتمتع به من مؤهلات لتولي هذه الوظيفة، فلا تقل له عن وساطاتك، أو تذكر اسم قريب لك بالمكان، ولا تجنح للمزاح كذلك، ولكن اسرد خبراتك ومهاراتك التي تجعلك الشخص المثالي لتولي الوظيفة، مظهرا حماسك، واستعدادك للتعلم وتطوير ذاتك واكتساب مزيد من الخبرات.

عندما يسألك سؤالا، فلا ترد عليه بسؤال مماثل، إلا إذا كنت لم تفهم ما قال، في هذه الحالة، يمكنك توجيه أسئلة قصيرة وسريعة لمعرفة غرض السؤال، وتقديم إجابة شافية عليه، وإذا كنت لا تعرف إجابة السؤال، فلا تؤلف، ولا تستخدم "فهلوتك" ولكن كن صريحا، واعترف بعدم معرفتك.

عندما يسألك عن سبب تركك للوظيفة السابقة، فلا تنتقد أو تشتم رئيسك السابق، مهما كان غضبك عليه، ولا تقل إنك كنت تجتهد دون أن تجد مقابلا مناسبا، ولكن قل له إنك تبحث عن تحد جديد، بعد أن حققت كل أهدافك في شركتك القديمة، وترغب في اكتساب المزيد من الخبرات.

وعندما يسألك عن نقاط ضعفك، تذكر أن المقابلة ليست الفرصة المناسبة للاعتراف بعدم قدرتك على الالتزام بالمواعيد، أو عدم إجادتك للكمبيوتر، لكن استغل السؤال لصالحك، وقل له إنك –مثلا- تهتم كثيرا بالتفاصيل، أو أنك مفرط في طموحك، أو أن أخطر عيوبك هو إخلاصك في العمل مما يؤثر على حياتك العائلية، أو قل العبارة المفضلة لصديق لي: "عيبي الوحيد أني مدمن شغل"!

آخر نصيحة: تأمل قول الإمام علي ابن طالب "اطلبوا الحاجات بعزّة، فإن الأمور تجري لمقادير"، وقول الحسن البصري: "علمت أن رزقي لم يأخذه غيري، فاطمأن قلبي"، وقول الشعراوي: "إن كنت لا تعرف عنوان رزقك، فإن رزقك يعرف عنوانك".

محمد التهامي
tohamy345@hotmail.com


-------------------------------------------------------------------------------
ورشة في الغميق

هذه فكرة جديدة، تتلخص في أننا كل مجموعة من الأعداد، نقوم بإلغاء أبواب الصفحة الثابتة، ونخصص الصفحة بأكملها، للحديث حول موضوع بعينه، يتم اختياره قبلها، يشترك فيه كُتاب الصفحة وكذلك القراء، الذين سوف يرسلون مقالاتهم للمحرر، ليختار أفضلها وينشرها، بحيث نغطي الموضوع من مختلف الزوايا، وشروط الاشتراك بسيطة: ألا يزيد المقال عن 500 كلمة، وأن يتناول الموضوع من زاوية التنمية البشرية فقط، وأن يكتب القارئ في رسالته اسمه وإيميله ورقم تليفونه، ويجعل عنوان رسالته "ورشة في الغميق"، واول موضوع للنقاش هو "كيف تقاوم الفشل؟"، ومدة تلقي الأعمال سوف تكون دائما أسبوع واحد منذ نشر الموضوع، كما سيتم عمل استطلاع لآراء الجمهور كل أسبوع حول مقالات الصفحة، ومنحهم الفرصة لاختيار أفضل مقال بها –عدا مقالات المحرر- وذلك من خلال مدونة "في الغميق"
في انتظاركم.

------------------------------------------------------------------------

لست وحدك:
أحمد جارنا بيحبني ومحمود بيكلمني في التليفون وعمرو بأخرج معاه كتير.. وأنا عندي 15 سنة.. آه والله!
عندي 15 سنة، وأحب الجلوس على النت فترات طويلة، وهناك بعض الشباب الذين يؤجرون شقة في عمارتنا، أحدهم معه إيميلي، ويحبني جدا، هذا غير واحد آخر اسمه "أحمد" هو الآخر يحبني ومع أني أتحدث إليه في التليفون، فأنا لا أحبه، وإنما أحب فتى آخر اسمه "محمود" الذي يحبني جدا بدوره، ومع ذلك ففي بعض الأوقات أشعر أني لا أحبه، وهناك واحد آخر اسمه "عمر" هذا هو من أخرج معه كثيرا، ويقول أنه يحبني هو أيضا، المشكلة أني لا أستطيع الابتعاد عنهم جميعا، وكلما حاولت، أصروا هم على أن أعود إليهم، ماذا أفعل؟

سوف أحكي لك حكاية -أظنها الآن طريفة-يا صديقتي، فعندما كنتُ في الصف الخامس الابتدائي -أي أصغر منك كثيرًا- أصابني كيوبيد بسهمه لأول مرة! حيثُ تعلقتُ بحب فتاة صغيرة وجميلة، كانت زميلتي في الفصل، أحببت ملازمتها كظلها، أتشاجر مع من يؤذي شعورها، أكتب لها "الواجب"، وإذا تكلمتَ وهمّ المدرس بضربها، أفتعل أي صوت، حتى يظن أن الجلبة صادرة مني، فأنال أنا العلقة الساخنة بدلًا منها!

هل رأيت تضحية أكبر من هذا؟! ومع ذلك فإن قصة حبي الأسطورية هذه، قد انتهت بالخيانة والجرح والدموع! فقد رأيتها، نعم رأيتها بعيني -فلم أكن لأطيع فيها الوشاة والحاسدين- تقف مع زميل آخر -أنا أوسم منه بالمناسبة!- وتعطيه -تصوري!- كيس كاراتيه هدية!!!

وأنا، أنا الذي أنام وأصحو على ذكراها، أنا الذي أظل أتابعها بنظري طوال الحصة، أنا الذي أذود عنها أمام زملائي وزملائها، لم أنل منها يومًا ولا حتى "كراتيهاية" واحدة!

تضحكين؟ حسنا ولكن الأمور وقتها بالنسبة لي كانت كارثية بالفعل، ولم أكن أستطيع أن أنظر إليها من أي وجهة أخرى، وكان أن قررت أن الأوان قد حان لتنتهي قصة حبي، بعد أن تحطمت على صخور الواقع الأليم، خاصة أن امتحانات آخر العام كانت على الأبواب وهذه "شهادة" أي أن فيها رسوبا ونجاحا!

هل فهمت ما أحاول إيصاله لك؟!

كلنا يا صديقتي نمر بهذه اللحظات من الاحتياج النفسي للآخرين، والرغبة في تجربة قدراتنا، خاصة مع الجنس الآخر، بالذات في هذه السن المبكرة التي نبدأ فيها الإحساس بذواتنا، وقدرتنا على مخالفة من حولنا، والاستقلال بآرائنا، وتكوين علاقات خاصة بنا وحدنا!

وهذا ليس عيبًا في حد ذاته، فله دور مهم في تشكيل وعينا، وتحديد علاقتنا بمن حولنا مستقبلا، ولكن العيب قد يكمن في وسيلة التعبير عن هذه المشاعر، أو في استغلالها بغير ما أمرنا به الدين والشرع.

فأنا خلال قصة حبي الأسطورية التي حكيت لك عنها، لم أجرؤ يومًا مثلا أن أتصل بفتاتي في التليفون، أو أحكي لأحد عن مشاعري، أو أكتب لها خطابًا، على الرغم من علمي وقتذاك بكل هذه الأشياء، أي أن إحجامي لم يكن نابعًا من جهل، ولا من عقل ومنطق حكيم في مثل هذا العمر الباكر، ولكن من الفطرة السوية وحدها بما يصح وما لا يصح! وهذه مصيبتنا الحقيقية هذه الأيام، أن فطرتنا اختلت وتشوهت، ولم يعد لدينا هذا النور الكاشف الذي يرشدنا للصواب والطريق الذي يجدر بنا إنفاق جهدنا وطاقتنا فيه.

صديقتي: كل ما بداخلك مشاعر طبيعية جدًا، وتحدث لكل واحد منا في حياته، لكن غير الطبيعي بالمرة تطويرها كما فعلت، وإطلاق لفظ "الحب" عليها، دون أن تكوني على دراية كافية بمدلوله، فالحب ليس مجرد التعلق بإنسان والرغبة في ملازمته طول الوقت، ولكن الحب قرين المسئولية وقرين التفكير في المستقبل كذلك.

كما أن قصة "حبك" لأكثر من واحد... خرافة! ودليل أكيد على أنك إنما تحبين التفافهم من حولك، وتمجيدهم لك لا أكثر، كما أنها دليل آخر على مدى بعدك عن الله عز وجل! فلو كنت قريبة منه –سبحانه- لعلمت مدى الخطأ الكبير الذي تورّطت فيه، عندما سمحت لنفسك بالكلام مع هذا، والخروج مع ذاك، وكأنه أمر عادي، لا شيء يرفضه الدين وتأباه التقاليد السوية!

وكل ما يمكنني قوله: اتقي الله سبحانه وتعالى يا صديقتي، وفكري فيما يمكنك أن تقوليه له عندما يسألك عن كل هذه التصرفات غير المسئولة وغير مضمونة العواقب! وكيف سيكون حالك لو علم أهلك بما تفعلين، أو انتشرت الشائعات عنك وآذت سمعتك؟!

فاتركي هؤلاء الشباب جميعًا، والتفتي لمذاكرتك التي هي أهم لك الآن من الحب والعواطف والأحاسيس، واقتربي من الله عز وجل، حتى يأتي نصيبك المفروض لك منذ الأزل، والذي لن يغيره تسرعك ولا تعجلك ولن يقنعه بالقدوم إلى باب بيتك قبل الأوان!

كما أن عليك أن تفتحي قنوات تواصل أكثر مع أسرتك وعائلتك وقريباتك، ليكون لديك متنفس طبيعي تخرجين من خلاله مشاعرك ومخاوفك، وتتلقين عن طريقه النصح والتوجيه وخبرات السنين، ليكون كل ذلك بمثابة التطعيم اللازم لك لكي تدركي التعامل مع ما يقابلك في الحياة من خبرات وتجارب جديدة عليك تماما.هداك الله يا صديقتي، ويسر لك أمرك، ويسر لك الخير أينما كان.

حسام مصطفى إبراهيم
Hosammostafa_it@yahoo.com

------------------------------------------------------------------
نظرة:

القمة ليست كلية يحددها لك المجتمع.. لكنها المكان الذي تحب أن تصل إليه!

فرق كرة القدم القوية، تجد فيها شيئا هاما للغاية، كل لاعب هو الأفضل في مكانه، بدءا من حارس المرمى ووصولا للهداف، مرورا بخط الوسط والباك وكل اللاعبين، وخارج الملعب هناك المدرب، حتى الجماهير لها دورها، في التشجيع والتحفيز، لنتخيل معا أننا قمنا بتغيير مراكز اللاعبين، فيقف حارس مرمى في الدفاع، ويقف المهاجم في حراسة المرمى، ماذا سيحدث؟.. سيفقد الفريق الهارمونى والتناغم الذي يلعب به، وسيهزم! في الماتش كما في الحياة، لا يوجد من هو أفضل، ومن هو أسوأ، يوجد فقط من هو في مكانه، ومن في مكان لا يناسبه، وكل إنسان لو وصل للمكان المناسب له، فسوف يبدع.

نفسك تطلع إيه ؟ البيت نفسه وإنت برضه تلتحق بكلية من كليات القمة، لا يهم أن تلتحق بالطب أو صيدلة أو هندسة، المهم أنك عندما تلتحق بهذه الكليات تصل فيها إلى قمة إبداعك، هناك فاشلون كثيرون في كلية الطب والهندسة، فما الفائدة أن تصل إلى القمة وتسقط من عليها؟

القمة ليست كلية يحددها لك المجتمع، القمة هي المكان الذي تحب أن تصل إليه، كلٌ ميسرٌ لما خُلق له، وليس الحصول على شهادة تُعلق على حائط، ولا الالتحاق بكلية لا تناسب قدراتك، هو السبيل لتفوقك وإبداعك، القمة هي أي مكان تستطيع أن تثبت فيه نفسك، بغض النظر عما يراه الآخرون.

محمد بحر
3 Responses
  1. غير معرف Says:

    بصراحة فى 3 مقالات شدونى جدا هما آدم وحواء لأنى مخطوبة وده فادنى فى ان اتذكر دايما انى ابعد عن الملل والروتين والطلعة الأولى علشان فكرنى بمادة السلوك التنظيمى فى كلية تجارة اما بقى مقال الأستاذ الرائع حسام مصطفى " لست وحدك " ده انا مش اد انى اعلق عليه لأنى أقل من كده بكتير فعلا رائع وفعلا هو الأفضل


  2. بجد المقالات كلها جامدة جامدة آخر حاجة بس بجد انا أول حاجة بتابعها فكرة الأستاذ حسام أراء حضرتك واقعية وموضوعية وبتفيد جدا دا طبعا غير اللمسة الدينية والفكر الراقي والتحضر اللي بيجبر الجميع علي إحترامه والتدين الواضح بجميع المقالاتو فعلا فكرة كويسة مناقشة موضوع الفشل بس في سؤال مهم أحب أسأله مين السبب في الفشل إحنا ولا الظروف طيب واحده زيي كل ظروفها تخليها إنسانة ناجحة بس رغم كده فاشلة في دراستي وعلاقتي مع اللي حواليا وحتي لما حبيت فشلت في إختيار الإنسان بمعني أوضح فشلت إني أعيش وإني أكون بني أدم بس الحمد لله علاقتي بربنا كويسة بس مش زي المفروض أنا بجد محتاجة إجابة العيب فينا إحنا


  3. Unknown Says:

    في رأيي أحلى مقالة عجبتني
    الطريق لجمع الملايين عبر سعادة الآخرين الذين يقولون "آلو"!

    جديدة وفيها فكرة تهلك من الضحك

    إلى الأمام وبالتوفيق

    ويبقى التواصل